تحت ظلال الآلهة

لا لغة تقدر أن تكون الريح إذا شاءت أن تصف الريح إلا إذا كان كاتبها عاصفة، ولا عاصفة في الشعر والحياة غير

  كان غبار القرى لا يزال رائحة قميصه حين كانت تتكرر مصادفات المصعد في المبنى الزجاجي، تقع المصادفة فتقبض على روحه، ويرى

  أنا أكره فيروز طاوعه لسانه وقلبه مرة ونطق بها، تورط في غضبة الغيرة، ولم يكن بين يديه سلاح غير إخفاء الحب

  مات ولم أزل أحبه، ربما لأن الموتى الجميلين يستحقون الاعتراف بالحب، يستحقون أن نقولها بعدهم من دون شبهة مجاملة أو غاية:

   هي ذاتها التي أخذت بيد الفتى حين تعثرت قدماه، وكاد يقع في عقاب بلا ذنب. هي ذاتها التي رأت فيه شيئاَ

  لا يزال صوته خطاف القلب، ونبرته في آذان المغرب تجري مجرى الدم في الشرايين. صوتٌ ينفض عن الأربعيني غبار السنوات الثقيلة

ليل بعيد، هناك في بئر ذاكرة عمقها أربعون عاماً أو يزيد، ليل معتم لا ضوء فيه غير مصباح كيروسين تذبل شعلته ويتفحم