
هكذا هي جميلة، لم أرها مرة إلا وانتابتني رعشة إعادة الضلع إلى مكانه الذي ظل لسنوات فجوة غائرة في الجسد والروح
أنظر إلى جميلة فأتحسس في كل مرة ضلوعي، وأشهق شهقة الباحث عن اكتماله. جربت كثيراً أن أسد فجوة نقصاني بقطع تشبهها، بقطع تقترب من قياسها، لكن شيئاً من ذلك لم يفلح معي، كأن فجوتي أصبحت أخدوداً عميقاً ومفزعاً يلتهم كل من يقترب منه.
– ملاحظة لم ترد في الكتالوج وعرفتها بالخبرة:
قطعتي الناقصة اسمها جميلة، وجميلة قطعة لا تقبل التقليد، لن تفلح محاولاتي إذاً، وكما جئت ناقصاً، سأذهب ناقصاً، وستبقى هذه الفجوة العظيمة دليلاً على عظامي تحت التراب.
– دعاء قصير للعاشق:
خذها يا ألله، خذها من النوم واليقظة، من مقبض الباب وزجاج النافذة، من سقف الغرفة والجدران الميتة، من الكتاب والجريدة، الهاتف والأغنية واللحن، خذها من الشارع والناصية، التاكسي والمطعم والمقهى، الإشارات الحمراء والخضراء، من فتنة السرعة، ونشوة الضحك على دعابة عابرة
يا ألله .. وحدك تعرف كم أحبها، وحدك تعرف كم أنا ميت خلفها
وكم أصرخ في صمتي: يا قطعة قلبي
يا الله