لم يُولد في جبلٍ أو غابة
لكنّه بعد أن قطعَ شجراً كثيراً
رفعَ بلطته على كتفهِ
واستراحَ في السنة السابعة
كتبَ على نفسهِ الصمتَ
وعلّقَ على بابهِ كلماته الخمس:
احترسوا
هُنّا
“أشباحٌ
جرحتها
الإضاءة”
***
لم يُبَـشّر به أحدٌ
ولم تجرِ سيرته على ماءٍ أو حجرٍ
لكنه حين نامَ حزيناً في غارٍ
استيقظَ بجناحيّ نسرٍ
كانت عيناه تبصران ما وراء التل
وفي ضجيج النهار
كان عليه بصفته نسراً
أن يتخيّرَ قصيدته بالصوتِ مرةً
وبالرائحةِ مرةً
وغالباً بالأثر الغامض على الرمل
***
لم يحلم أبداً بالقنص والدم
لكنه تعلم بالتجربةِ
أن يسكن الحوتَ.. والغارَ..
أن يكتبَ.. ويُذْنبَ.. ويبكي
وحين تضيقُ عليه الأرض
يسألُ نفسه المعجزةَ
يضربُ بكلمتهِ البحرَ
ويمضي..