وقالت لي : تعلم من جهلك وخطاياك


– مرحباً
– مرحباً سيدتي
– أظنك لا تعرفني
– للأسف لا أظن أنني رأيتك من قبل
– لم يرني أحد من قبل مرتين في حياته، أنا أجيء في العمر مرة واحدة.. وأحياناً يموت البعض دون أن يكحلوا عيونهم بي
– إلى هذا الحد أنت عزيزة وغالية.. ولا تتكررين
– وأكثر من هذا.. وعليك أن تحمد الله أنني اخترتك وجئت إليك ومنحتك نعمتي
– ماذا؟
– ألا تعتقد أنك محظوظ برؤيتي؟
– كيف أكون محظوظاً بشيءٍ لم أحلم به أو أطلبه.
– أنت لم تحلم بي أو تطلبني فقط.. بل توسلت في أعماقك إلى الله سبحانه أن تصل بك قدماك إلى بابي..
– عفواً.. لا أحب أن يحدثني أحد بغرور ولا أطيق الجلوس إلى من يتصور أنه امتلك الحكمة والمعرفة• وعفواً مرة ثانية لأنني سأطلب منك الرحيل، دعيني.. فأنا أحب الجلوس بمفردي، ويمكنك اللعب مع كثيرين غيري.
– لا تكن أحمق.. لو تركتك الآن فسوف تخسر حياتك.

– يا سيدتي.. يبدو أنك لا تعرفين اختيار كلماتك فلا تتسرعي في تقدير حجمك لدى الآخرين، وبالتحديد لدي أنا شخصياً، وإذا لم تتركيني الآن في حالي سوف أذهب عنك. – قلت لك لا تكن أحمق، فكر جيداً، وانظر في قلبك، تذكر كم تحتاجني، وكم من الأمنيات معلقة في رقبتي، وكم من الحب الذي تطلبه ولن تناله إلا معي. – لدي من الحب ما يكفي لأن أعيش به وأعيش له. – ليس لديك دوني أي شيء.. – أنتِ لست مغرورة فحسب.. بل وثقيلة الدم، ولا أظن أن أحداً احتملك كما احتملتك. – أصدقاؤك يطلبون ودي، وإخوتك يحلمون بي، وكل من حولك إما أنهم فرحون بمحبتي أو واقفون في انتظار محبتي. – ما اسمك إذن؟ – اختر لي اسماً أو صفة؟ – لا أبصر فيكِ صفة لتكون لك اسماً. – لأنك أعمى.. – لا أبصر فيك غير الحزن والخسارة والندم. – لأنك أعمى.. – ربما تكونين رائعة وشهية وعذبة لكنني مسكون بامرأتي، مسكون بامرأة جميلة لا أرضى لها بديلاً – لست بديلة لأحد.. – غرور هذا أم تواضع؟ – حقيقة.. – إذن ليكن اسمك “حقيقة”. – لا.. أعطني اسماً آخر.. اسماً مكوناً من رقمين. – أكاد أشك أنك شارع في مدينة مرقمة. – أنا كل شيء.. أنا الحياة.. والشارع، والمدينة، أنا أنت.. أنا كل ما تعيش.. وما ترى.. – لا تلعبي معي.. قولي من أنتِ؟ – أنا السنة الجديدة.. أنا عامك الثالث والأربعون. – ماذا؟ – ألم أقل لكَ لا تكن أحمق وترفض نعمتي – كيف فاتني التوقع.. وخانني عقلي. اغفري لي.. أنا أحبك كما لم أحب سنة من عمري من قبل. أحبك لأنني صرت الآن أحب الحياة. – ارفع صوت ندمك على ما قلته في حقي – لا تقتلينني – تعلّم من جهلك.. واعترف بخطاياك – تعالي.. سأضمك إلى قلبي لأنني إذا خسرتك خسرت الحبيبة والأهل والأصدقاء، إذا خسرتك خسرت الحياة• تعالي، وافتحي لي بابك عن آخره. – أنا جئتك لكن لا أعدك بما لا أستطيع لا أعدك سوى باللحظة – لم أكن أظن يوماً أنني سأراكِ، لم أكن أتوقع أن أقف على بابك، فاغفري لي يأسي وجهلي – لا عليك.. سأغفر لك شرط ألا تخفي عن الناس اسمي إذا سألوك يوماً – أعدك أن أحبك.. وأن أتحدث عنك بفرح، فافتحي لي بابك – ادخل الآن إليّ.. ادخل إلى وقتي وأحوالي.. وقل: أنا ابن أبي وأمي.. أنا ابن الثالثة والأربعين.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Default thumbnail
المقالة السابقة

يوم أبكتني معلمة التاريخ

Default thumbnail
المقالة التالية

رحلة الآلام في عيادة العظام

اخر المقالات من سيرة الحنين والفوضى

THE VOICE OF ENIGMA

بالأمس قررت أن أكون وحيداً مع صوت “إنيجما”، قررت أن أكون مخلصاً لها لمرة واحدة، وفي