ما قالته المستحيلة

ضع يدك على جسد الأرض التي لكَ وحدكَ،

ضع يدكَ على ثمارها التي تنضج في انتظاركَ،

ضع يدكَ على جهة القلبِ

لتعرف الخفقان الذي يأخذني إليكَ

في السرِّ والعلن،

اقترب من الروح ليفرح بكَ البدن،

وتورق نباتات الظل

في شرفةٍ تطل على خطواتك

تحت الشمسِ.

من قال إنكَ الغريب.. الوحيد

المشتهي بلا أمل،

والموقوف على وجعٍ وفقدٍ؟

قل لمن يحسبُ صمتكَ حزناً،

إنكَ آخر من راودته المستحيلات

فمضى خلفها،

وأنا مستحيلتكَ الأخيرة،

أنا صوتكَ الذي لا يجيبه أحد،

أنا عيناك المعلقتان بضوءٍ أبعد من غيمة

ضع يدكَ على يدي،

حدثني عن الريح التي تفتح لها الأبواب كطفلٍ،

فتقع على وجهكَ باكياً،

وتضم الوسادات مختبئاً

من الأسى الذي يتطاول على الجدران

حدثني كيف ينفرط قلبك على الورق،

كيف تموتُ راقصاً بين البهجة والنار؟

تكلمْ لأراكَ،

تكلمْ لأعرفك،

تكلمْ لأطير خلف نبرة القرى القديمة،

تكلمْ لأنزل حافية مع لثغة الراء

إلى العشب والماء،

ضع يدكَ في يدي،

اقترح مساءنا تحت سقف البيت.

اقترح أغنيةً واحدةً عن القطارات التي تحب،

عن المدن التي تتسع لجنونكَ بالسهرِ.. والتبغِ،

عن المطاراتِ التي يختنق فيها قلبكَ

حين تضيق على سجائركَ..

ضع بين عيني ما يثقل عينيكَ،

أطلق دموعكَ بلا خجلٍ،

وابتسم على أول الصباح

ابتهج بما قلته لكَ من الوعد والقسم،

ولا تدخل الليل وحيداً.

أنا الأرضُ التي تملكُ،

الأرضُ التي لم تكن وطناً لغيركَ،

الأرض المهيأةُ لحضوركَ في غيابك،

أنا الوطن والأنثى

الإقامة والمنفى،

البدايةُ والنهايةُ، الفكرةُ والكتابةُ،

أنا ما تحب وما تكره،

ما تطمئن إليه وتخافه،

أنا أرضكَ بما فيها

وبما عليها

وأنتَ وحدكَ الذي يعرفُ

وحدكَ الذي يعرفُ ما فيها

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

المقالة السابقة

جامع الضحكات

المقالة التالية

الموجة التي تكلمت بلسان امرأة

اخر المقالات من تأويل جميلة

في البدء كانت جميلة

في البدء كانت الكلمة، ربما، لكنني أظن أنه في البدء كانت النظرة، وكانت جميلة، كأن ترى

اعتذار الفراشة

أحط بين يديك يا جميلة، لأعتذر عن حماقة صاحبي، جناحاي معطلان، جناحاي ثقيلان بالذنب حتى ترضين،

صائد التفاصيل

  الجحيم في التفاصيل، ربما.. وأولئك الذين يعيشون بذاكرتهم البصرية قد يكونون في لحظة ما أتعس

ليست مجرد امرأة

– اكتب، قل شيئاً، أي شيء، أكمل روايتك اليتيمة، لا تترك رقبتي هكذا دون جوهرة تليق