(1)
قف بعيداً عن الوردة، ابعد عينيك، وشد الغطاء على قلبكَ، لا تقل: ربما. لا ترسل حاستك السادسة خلف الابتسامات العابرة، تذكر روحك في النهايات التي يرفعها الحزانى فوق رؤوسهم، كأنما وجدوا في جبال خيباتك عظة ليحتملوا نصيبهم القليل من الخيبات
(2)
قف بعيداً، كم وردة كنت حارسها، وكنت َ البستانيَّ الأعمى عن شوكتها، حميتها ورويتها، ودعوتَ لها بالمطر إذا جفت الأرض عنها. كم مرة كنت فيها الخائب لأنك صدقتَ عطرها، وقلت هذه الوردة امرأة قلبي، ولم ترقب الموت في قلبها
(3)
قف بعيداً عن الوردة، فإذا مرت من طريق البحر، قل: غرقٌ هو الماءُ كله، واليابسة بيتٌ ومأوى، وإذا سمعت في صوتها حلاوة، اضرب على أذنيك صارخاً: انغلقي يا مقبرتين في رأسي. وإذا ابتسمتْ على غصنها فاهتز بجمالها غصنكَ، قل: هو الغصنُ جسد الوردة، وعصا الخيبات على الظهر
(4)
قف بعيداً عن الوردة، تطاوَل حتى لا يقتلك الكلام، واقطع لسانك بالصمت، اربط قدميكَ عن خطاياك، واهجر سذاجة القرى، استدر عن وجهتها ووجهها، ولا تحسبها وطناً تشد الرحال إليه. يا سليل المستحيلات لا تتبع قمراً كاذباً تغني خلفه: هذا قمري الذي انتظرتُ
(5)
قف بعيداً عن الوردة، حرر يديك من حرير الأفاعي، لأن التفاتة العينين حبل يعلقك في سقف ويجرك إلى هاوية. كيف تغادرك الحكمة وأنت الذي اختبرت الأفاعي في الوردِ؟ كيف يغادرك الحذر، وأنت الذي أغلقت باب روحك على القريب والبعيد، وكنت تشك في رقص الفراشات في الشرفة الضيقة؟ ما الذي يغريك في الوردة الناعمة؟ أحزنها العميق رصاصتها التي لا تستطيع ردها؟ أدهشة الطفلة أمام انغلاق القصيدة، أمْ أن بستانها سرير القروي الذي هجرته البساتين والحقول؟
(6)
قف بعيداً عن الوردةِ، ضمّد جراحكَ التي تتكاثر أمام شموع معطرة بالحنين ترتبها كل مساء لأجل بنات أفكارك. انظر بين يديك، ماذا تملك غير عشرة أصابع تلوّح بها للموتى؟ ماذا في كفيك غير خطوط الحظ الغاربة، والحب الذي لا يصلك بالمستحيلات
قف بعيداً عن الوردة، ابعد عينيك، وشد الغطاء على قلبكَ، لا تقل: ربما. لا ترسل حاستك السادسة خلف الابتسامات العابرة، تذكر روحك في النهايات التي يرفعها الحزانى فوق رؤوسهم، كأنما وجدوا في جبال خيباتك عظة ليحتملوا نصيبهم القليل من الخيبات
(2)
قف بعيداً، كم وردة كنت حارسها، وكنت َ البستانيَّ الأعمى عن شوكتها، حميتها ورويتها، ودعوتَ لها بالمطر إذا جفت الأرض عنها. كم مرة كنت فيها الخائب لأنك صدقتَ عطرها، وقلت هذه الوردة امرأة قلبي، ولم ترقب الموت في قلبها
(3)
قف بعيداً عن الوردة، فإذا مرت من طريق البحر، قل: غرقٌ هو الماءُ كله، واليابسة بيتٌ ومأوى، وإذا سمعت في صوتها حلاوة، اضرب على أذنيك صارخاً: انغلقي يا مقبرتين في رأسي. وإذا ابتسمتْ على غصنها فاهتز بجمالها غصنكَ، قل: هو الغصنُ جسد الوردة، وعصا الخيبات على الظهر
(4)
قف بعيداً عن الوردة، تطاوَل حتى لا يقتلك الكلام، واقطع لسانك بالصمت، اربط قدميكَ عن خطاياك، واهجر سذاجة القرى، استدر عن وجهتها ووجهها، ولا تحسبها وطناً تشد الرحال إليه. يا سليل المستحيلات لا تتبع قمراً كاذباً تغني خلفه: هذا قمري الذي انتظرتُ
(5)
قف بعيداً عن الوردة، حرر يديك من حرير الأفاعي، لأن التفاتة العينين حبل يعلقك في سقف ويجرك إلى هاوية. كيف تغادرك الحكمة وأنت الذي اختبرت الأفاعي في الوردِ؟ كيف يغادرك الحذر، وأنت الذي أغلقت باب روحك على القريب والبعيد، وكنت تشك في رقص الفراشات في الشرفة الضيقة؟ ما الذي يغريك في الوردة الناعمة؟ أحزنها العميق رصاصتها التي لا تستطيع ردها؟ أدهشة الطفلة أمام انغلاق القصيدة، أمْ أن بستانها سرير القروي الذي هجرته البساتين والحقول؟
(6)
قف بعيداً عن الوردةِ، ضمّد جراحكَ التي تتكاثر أمام شموع معطرة بالحنين ترتبها كل مساء لأجل بنات أفكارك. انظر بين يديك، ماذا تملك غير عشرة أصابع تلوّح بها للموتى؟ ماذا في كفيك غير خطوط الحظ الغاربة، والحب الذي لا يصلك بالمستحيلات
قل: أنا البستانيُّ
وليس لي في الوردةِ حظُّ
مقال ( تأويل ) بمجلة الصدى 20-4-2014