رسالة.. هل ضلت طريقها؟


أيها المؤرق بالسؤال،
هذا ليلك لا يتركك إلا واحداً
هذا ليلك لا تدخله إلا وحيداً
وأنت قابض على جمرة الغائبين والخسارات
هاهي الكتابة تعد أفخاخها تحت قدميك،
تأتيك كما يأتي الموت من حانت مواعيدهم
اكتب أو اكذب
اكتب بحبر دمك عن امرأة
لم تخلق بعد،
وقل لمن يشتهي حزنك،
إنك لا تشتهي سوى رشفة ماء من يد أم بعيدة،
الأم التي تخفي عن عينيها
جروح القلب
ما الذي تفعل الآن؟
كيف تفضح روحك في رسالة
إلى امرأة لا تملك غير اسمها؟

لى امرأة لا تملك غير اسمها؟ اكتب أو اكذب، حتى يهتز البيت بك على صوت (إنجما)، ارقص عارياً كالمجانين تحت مطر الغابات، علق رقبتك في مشانق الأرض والحب، قل لأشباحك: لا بهجة بعد اليوم اهرب إلى لغة ولهجة لا يعرفها أحد سواك، اقتل أحبابك لأنك تثقل بهم القلب والبدن أفق أيها الشقي، لا نجاة لك، فما خطبك ترسم بلاداً وبساتين، وتظن أن في العمر خيراً نم، الساعة الرابعة فجراً، نامت الشياطين ولم تنم، نامت الضواري ولم تنم، نام الموتى في قبورهم ولم تنم نم، أغلق الموسيقى، حرر (إنجما) من صوتها، ولا تعلق عينيك بآخر الأرض والوهم، جئت وحيداً، وتعيش وحيداً، وستموت وحيداً، لن تبكي فوقك امرأة، لن تلمس جبينك زوجة أو ابن، من غير أمك وأخواتك سيمزقن الثياب فوقك؟

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Default thumbnail
المقالة السابقة

هذيان رجل وحيد

Default thumbnail
المقالة التالية

بالأمس كنت بحاجة إلى أبي

اخر المقالات من سيرة الحنين والفوضى

THE VOICE OF ENIGMA

بالأمس قررت أن أكون وحيداً مع صوت “إنيجما”، قررت أن أكون مخلصاً لها لمرة واحدة، وفي