(1)
قفي على أصابعي
بدلي الحبر.. بالعطر،
وابتسمي في السطر الثالث
لأقولَ: أحبكِّ
ثم أعترفُ أمام عينيكِ
بالخيبة والفشل
وأنتِ تسألين عن وردتكِ الأولى
فأبحثُ في كفي عن بستانٍ صغير
وشرفةٍ نؤجرها بلا مقابل
لمائة نوع من العصافير
(2)
بهدوء
سألقي تحية الصباح
على حارس البناية،
وسائق التاكسي
وموظفة الاستقبال
بهدوء
سأبتسمُ أمام زملائي
وهم يتحدثون عن فيلم السهرة
والهدف الفاصل في مباراة القمة
وآخر ما ارتدته نجمة الإغراء
بهدوء
أستغيثُ بصوتكِ من برودة المكيف
وأضع في بريدك الإلكتروني
وردة ثانية
(3)
أظنُّ أن “بيل جيتس” لا يعرف حكايتي
لذلك سأبعثُ إليه برسالة مختصرة
وسأطالبه بتجنيد كل خبراء “مايكروسوفت”
ليجدوا لي حلاً إلكترونياً سريعاً
لأنني أحتاجُ أحياناً أن أصافحك
عبر البريد الإلكتروني
أحتاجُ أن أخمن رائحتك
عبر البريد الإلكتروني
وأود في ساعة متأخرة من الليل
أن أصحبكِ في جولة على الكورنيش
عبر البريد الإلكتروني
لذلك أتوقع من “بيل جيتس”
أن ينظر في طلبي
وأن يقدر كم أحبكِّ
وكم يحتاج رجل مثلي
إلى حل إلكتروني لجنونه العاطفي.
(4)
في طفولتي أحببتُ
فاتن حمامة،
ونادية لطفي،
وميرفت أمين
وتمنيت الزواج ببطلات الأفلام العاطفية
لكنني لم أستطع توفير ثمن تذكرة القطار
لأتقدّم إليهن كعاشق مجهول
في طفولتي حلمت
بامرأة (أبيض وأسود)
ترتدي فساتين قصيرة
وتترك شعرها على كتفيها
وتغمض عينيها
حين تتحدث عن الحب
لكنني الآن
أتذكر سذاجتي وأضحك
الآن أقول: أحبكِّ
وخلفكِ تبكي
كل بطلات الأفلام العاطفية
(5)
لم أعد قادراً على ابتكار وردة خامسة
لأنكِ تتوقعين وردة خامسة
ولا تقدرين حجم ضعفي
حين تفتحين عينيك كطفلةٍ
أمام محال الزهور
لم أعد قادراً على إقناع قادة العالم
بأن تكون الأرض بستاناً كبيراً
تقفين على بابه كدليل حي
على المحبة والسلام
لم أعد أملكُ في جيبي
غير أجرة التاكسي
وثمن القهوة ووجبة “ماكدونالدز”
ولن يكون في مقدوري
أن أفرشَ لكِ الطريقَ بالورد
أو أقنع إخوتي بتجارة الزهور
بدلاً من الذرة والقمح
هكذا
أتحايل عليكِ بالبلاغة والتشبيه
وأقولُ: أنتِ الوردةُ والحب.