بالأمس رفضني البحر

(1)
بالأمسِ
كانت النافذةُ وحيدةً.. ومهملة
كنتُ حزيناً أصطاد الظلال،
على الحائطِ
والموسيقى التي اخترتها مصادفةً
أيقظتْ مائة امرأة في صدري
لكنني قتلتهن بلا رحمةٍ
قتلتهن بسيجارتين ونصف
وأبقيتُ امرأةً واحدةً للذكرى
(2)
بالأمسِ..
قررتُ ألا أموتَ وحيداً
ألا أترك جثتي لاكتشافٍ متأخرٍ
وألا أعطي الخادمةَ في الصباحِ
مبرراً لتلعنَ أجدادي،
وهي تستغيث بالناطور والجيران

هكذا..
قررتُ نسيان بطاقة الهوية
وذهبت إلى البحرِ
لأغرق بما يكفي
وأموت أمام شهود عيان
بالأمسِ، ولسوء حظي
لم يكن أمام البحرِ
سوى الخادمةِ تستغيثُ..
وتلعنُ الرجلَ الذي لا يموتُ إلا وحيداً
(3)
بالأمسِ
قال صديقي: لا تخربْ بيتكَ
فانكسر جناحاي..
وبكيتْ
(4)
بالأمسِ..
لم أنمْ جيداً كعادتي
كنتُ خائفاً ألا أراه ثانيةً
ألا أسمعَ صوته الصغير
ألا يمسكَ بياقةِ القميص..
وينامَ على كتفيّ
بالأمسِ..
ذهبتُ إلى البحر
سألته أن يغرقني مرتين
مرةً لأجل التي تركتْ لي اسمها
ومرةً لأجل الذي لم ينم على كتفيّ
(5)
بالأمسِ..
رفضني البحرُ

وسألتني بائعة البيتزا
من أين اشتريت حزنكَ يا سيدي؟

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Default thumbnail
المقالة السابقة

يا أماه ..أغلقي الباب ونامي

المقالة التالية

الجسد

اخر المقالات من سيرة الحنين والفوضى

THE VOICE OF ENIGMA

بالأمس قررت أن أكون وحيداً مع صوت “إنيجما”، قررت أن أكون مخلصاً لها لمرة واحدة، وفي