كانت لَه يدٌ وحيدةٌ هيَ اليُمنى
هذا العجوزُ ليس جدِّي كما توقعتُ
كان له وجهُ خفاشٍ حزينٍ
وعينَاه باكيتانِ كقتيلٍ مهجورٍ
أخذني عَنْوَةً رُغمَ ما قلتُه له
عن كراهِيتي للغُرباء
ولأنني عادةً أسيرُ ببطءِ
نَهرنِي فخفتُ أن أموتَ مثلَه بلا وجهٍ
أسرعتُ بجوارِ جسدهِ المثقوبِ أسفلَ القلبِ
كان الثقبُ بيتاً لرصاصةِ بندقيةٍ عتيقةٍ
علَّمني جدّي يوماً
كيفَ أصوِّبُها باتجاهِ كلبٍ مسعورٍ
لم أسألهُ عن قاتِلِه
خفتُ ثانيةً أن ألقَى مصيرَه
كانت يدُه تشدُّني دونَ رحمةٍ
هكذا أخذنِي الذي هو بيدٍ واحدةٍ
أخذني عَنْوَةً إلى قبرهِ المكشوفِ
تحتَ نخلةٍ عاقرٍ
لأدُلَّهُ على يدِه الضائعةِ
يدِهِ التي لم يكُنْ يحتاجُها فِي شيءٍ
هُنا على الأقلّ
هُنا فِي موتِه