قد يمرُّ أسبوعٌ كاملٌ ولا أتذكّرُها
وإذا رأيتُ صورتَها مصادفةً بين أوراقِي
أحسُّ كم أنا قاسٍ ونذلٌ
يحدثُ هذا ليلاً
وعندما أسقطُ فِي النومِ
بعدَ زجاجةٍ ونصف من الفودكا
لا أرَى غيرَها
لم يحدُث أن رأيتُ غيرَها
فِي هذه الحالاتِ
رُبّما لا يزالُ لدي قدرٌ كافٍ
من الإحساسِ بالذنبِ
تجاهَ أبي وأمي وإخوتي
تجاهَ شقيقتي التي استردَّها الموت
برصاصةٍ طائشةٍ
تجيء كما لو أنّها لا تزالُ واقفةً
على عتبةِ بيتِها
مبتسمةً فِي صمت
وفِي عينيها ذلك الموتُ العميقُ
الذي لم نَفهمْهُ أبداً
لا أعرفُ متى بالتحديد رأيتُها لأول مرةٍ
لكنني دائماً ما أستيقظُ باكياً
ليسَ على فَقْدِها فِي غيابي فَحَسبُ
بل علَى غبائِي لأنني لم أحبّها جيداً
لم أُحذّرها كما ينبَغي
لم أقلْ لها أبداً إن عينيها عميقتان فِي الحزنِ
وإن بندقيةَ أبي لا تطردُ الموتَ عن البيتِ.