فِي مقهَى سينما ماريا،
جلستُ لأكتبَ عنِ الخوفِ الذي رأيتُه
عن الرجلِ الذي تتساقطُ أطرافُهُ فِي الهواء
وعن قلبه الملقَى خلفَ فندقٍ لم يدخلْهُ أبداً
لأن راتِبَه لا يكفِي نزواتِه

الخوفُ كان من الشيطانِ الَّذي يتبعُ الرجلَ
والشرُّ كان يخرجُ من عينيه
الجرسونةُ لم تفهم لماذا أراقبُ نَهْديها الصغيرين
كانا مثلَ تفاحتينِ خضراوينِ لم يمسسهُما أحدٌ
هناك على شجرةٍ فِي جزيرةٍ
لا يصلُها إلا الموتَى..

أو هكذا كتبتُ:
ذاتَ ليلةٍ لعنتُ المرأةَ المغطّاةَ بالعباءة السوداءِ
وهي تسألُني أن أكتبَ لزوجها
أن أخبٍرَه كيف كبُرَ أبناؤهما فِي غيابه
وكيف تنامُ وحيدةً

دونَ رجلٍ مغمورٍ بالعرَقِ والطمِي
المرأةُ التي سألتني بلا خجلٍ
عن تجاربي

رأيتُها تدخلُ فراشِي بنهدينِ منتفخَين
كانا جاهزينِ لرضَاعةٍ قاسيةٍ
وبعنفٍ كنت أحرُثُها كقرويٍّ
فِي حصادهِ الأول
وأحمدُ اللهَ على غربةِ زوجِها
أحمدُ اللهَ على أنني أكتبُ وأقرأُ

كنتُ على وشكِ الدخولِ فِي السادسة عشرة
حيَن جاءتْني بعد فاصلٍ طويلٍ من الأرقِ
هي بلحمِها ودمِها
لم تكن عاريةً تماماً
لكنني أخذتُ من قُبلتها الطويلةِ
ما يكفِي حاجتي
لأستيقظَ بخجلٍ وزهوٍ

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

المقالة السابقة

الغريب

المقالة التالية

الصوت

اخر المقالات من الوسيلة المتاحة للبهجة

الرمل

كلّما بكَيتُ عرفتُ الحنينَ إلى قَبرِي..، قد يحدثُ فِي الأربعينَ، أن أراكَ أيُّها الموتُ، تعرفُ طريقِي

المرأة

مَنْ يفتحُ البحرَ لعاصفةٍ؟ بعنايتِها، هذه الرسولةُ، آمنتُ بِضَلالِي، ..اطمئنّوا، هيَ، ذاتُها ، بلا رحمةٍ ،

الذئاب

  أعرفُ.. اليسارُ ليسَ جهةَ القلبِ، والروحُ أبعدُ من غيمةٍ. ..هل الأرضُ غيرُ مهيأةٍ لوردة واحدةٍ،

الباب

الخشبُ المقطوعُ من شجرٍ مجهولٍ يبدو ظامئاً لمياهِ نهرٍ بعيدٍ ظامئاً لرائحةِ نّجار ماتَ قبلَ مائتي