كلّما بكَيتُ عرفتُ الحنينَ إلى قَبرِي..،
قد يحدثُ فِي الأربعينَ، أن أراكَ أيُّها الموتُ،
تعرفُ طريقِي جيداً،
لطالما تخيّلتُكَ خلفَ الزجاجِ،
والبنايةِ الزرقاءِ،
كنصبَ مجهولٍ ..
عاريةً رائحتِي على البابِ
ادخُل، البيتُ بيتُك،
بعدَ حينٍ يكونُ بيتُك بيتِي
أخرِجْنِي من النافذة
سأَكونُ خفيفاً كذبابةٍ خضراءَ مقدسةٍ
شرطَ أن تنتحبَ لشقائِي

أن تذكرَ كيفَ وجدتَّنِي وحيداً
كحيوانٍ أليفٍ
كيف وجدتني ميتاً فِي حراسَتِها ..
هذه النائمةُ علَى ساقِي ،
طيبةٌ .. أليسَ كذلك ؟
قبلَ شهرٍ وثلاثِ ليالٍ
كانَ الـبحرُ يبكِي وحيداً
وأنـا أنتـظرُكَ بفـرحٍ أمـامَ “المتوسط” ؟
حَسبتُك ستخرُجُ من موجةٍ شاهقةٍ
وأنا كحوتٍ أعمَى على الرملِ
لكنّكَ أهمَلتَني أيُّها الموتُ..
أهمَلتَني بقسوةٍ تكفِي لأن أحبَّكَ .

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

المقالة السابقة

المرأة

Default thumbnail
المقالة التالية

ليلة مع .. زوربا اليوناني

اخر المقالات من الوسيلة المتاحة للبهجة

المرأة

مَنْ يفتحُ البحرَ لعاصفةٍ؟ بعنايتِها، هذه الرسولةُ، آمنتُ بِضَلالِي، ..اطمئنّوا، هيَ، ذاتُها ، بلا رحمةٍ ،

الذئاب

  أعرفُ.. اليسارُ ليسَ جهةَ القلبِ، والروحُ أبعدُ من غيمةٍ. ..هل الأرضُ غيرُ مهيأةٍ لوردة واحدةٍ،

الباب

الخشبُ المقطوعُ من شجرٍ مجهولٍ يبدو ظامئاً لمياهِ نهرٍ بعيدٍ ظامئاً لرائحةِ نّجار ماتَ قبلَ مائتي

البكاء

فِي فندقٍ له اسم امرأة فِي الطابق الذي أسفلَه بارٌ لم أكتشفْه إلا متأخِّرا فِي الغرفةِ