فِي فندقٍ له اسم امرأة
فِي الطابق الذي أسفلَه بارٌ
لم أكتشفْه إلا متأخِّرا
فِي الغرفةِ المطلّةِ على نافورةٍ جافةٍ
هنا فِي الليلةِ الخامسةِ
بكيتُ كمن أضاعَه أبوه عن عمد
والذين مروا بجواري غرباءُ مثلي
هائمون أسفلَ الرطوبةِ
كجثثٍ ضالّةٍ تبحثُ عن قلوبٍها
هنا رأيتُني فِي الليلةِ الخامسةِ
نائماً فِي العَرَاء
لم تكن ثمةَ أرضٌ
كان سريري ما بكيتُه من الماءِ والخوفِ

والرجفةُ تزحفُ على ساقي
ومن فوقِي تطيرُ جيوشٌ من النملِ
كنت أراقِبُها كرضيعٍ نائمٍ على ظهره
ولأنّ سُقوطَها كان مخيفاً
مخيفاً بحيث تغطي جسدي كاملاً
كنتُ أخشَى أن أصحوَ

فأجِدُني ذكرَ نملٍ أسودَ
صغيراً وتافهاً يبحثُ عن الفتاتِ
ثم تدوسُه قدمُ عاملةِ النظافةِ
بِجَهلٍ وطمأنينةٍ
هكذا.. بكَيتُ بحَسرةٍ


بكَيتُ

لأن أحداً لم يكُن معي
لأن أحداً لم يرأفْ بِي.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

المقالة السابقة

الشهيدة

المقالة التالية

الباب

اخر المقالات من الوسيلة المتاحة للبهجة

الرمل

كلّما بكَيتُ عرفتُ الحنينَ إلى قَبرِي..، قد يحدثُ فِي الأربعينَ، أن أراكَ أيُّها الموتُ، تعرفُ طريقِي

المرأة

مَنْ يفتحُ البحرَ لعاصفةٍ؟ بعنايتِها، هذه الرسولةُ، آمنتُ بِضَلالِي، ..اطمئنّوا، هيَ، ذاتُها ، بلا رحمةٍ ،

الذئاب

  أعرفُ.. اليسارُ ليسَ جهةَ القلبِ، والروحُ أبعدُ من غيمةٍ. ..هل الأرضُ غيرُ مهيأةٍ لوردة واحدةٍ،

الباب

الخشبُ المقطوعُ من شجرٍ مجهولٍ يبدو ظامئاً لمياهِ نهرٍ بعيدٍ ظامئاً لرائحةِ نّجار ماتَ قبلَ مائتي