كانَ عليَّ أَنْ ألُوذَ بأحدٍ،
فأيقنتُ أن لا أحدَ يَرَاني ..
فِي مَكانٍ مَا عَلَى هِيئةِ بيتٍ طينيٍّ
والظُلمةُ خفِيفة
أَبصِرُ مِنْ خِلالِها الأَفْعى،
كنتُ مترُوكاً لَهَا عَنْ قَصْدٍ،
وهيَ تقفُ أمامِيَ بِلا رأسٍ
أحدُنا سيقتلُ الآخَر،
هَكَذا أخْبَرَنيَ الخَوفُ العظيمُ
وبحركَةٍ مفاجئةٍ لا أعلمُ كيفَ أتيتُ بِها
أمسكتُ الأفْعَى فبدا رأسُها فِي قبضَتي
غيرَ أنَّها تكلّمت كأُنثى وحيدةٍ،
كأُنثَى وحيدةٍ غاضِبةٍ

وحينَ ضعُفَتْ إرادَتِي انْفلِتَت هاربةً
ودَخلت فراشَ أُخوَتِي ،
قلتُ: سيموتونَ نائِمينَ بلا ذنبٍ
كنتُ أَرَى حركَتَها تحتَ الغطاءِ القديمِ
ولا أتحركُ
مقهوراً كرجلٍ أسيرٍ
أنتظرُ نهايَتي.
بعدَ حينٍ
كانتِ الأفْعَى التي بلا رأسٍ
تتحركُ فِي أحشَائِي
كانَتْ قَدْ بدأَت قتلي بِبُطءٍ
وهيَ تتكلّمُ كأُنثَى وحيدةٍ غاضبةٍ.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

المقالة السابقة

الرجفة

المقالة التالية

القطار

اخر المقالات من الوسيلة المتاحة للبهجة

الرمل

كلّما بكَيتُ عرفتُ الحنينَ إلى قَبرِي..، قد يحدثُ فِي الأربعينَ، أن أراكَ أيُّها الموتُ، تعرفُ طريقِي

المرأة

مَنْ يفتحُ البحرَ لعاصفةٍ؟ بعنايتِها، هذه الرسولةُ، آمنتُ بِضَلالِي، ..اطمئنّوا، هيَ، ذاتُها ، بلا رحمةٍ ،

الذئاب

  أعرفُ.. اليسارُ ليسَ جهةَ القلبِ، والروحُ أبعدُ من غيمةٍ. ..هل الأرضُ غيرُ مهيأةٍ لوردة واحدةٍ،

الباب

الخشبُ المقطوعُ من شجرٍ مجهولٍ يبدو ظامئاً لمياهِ نهرٍ بعيدٍ ظامئاً لرائحةِ نّجار ماتَ قبلَ مائتي